في مقابلة مع ثلاث محطات تلفزيونية رئيسية تونسية دعا الرئيس محمود عباس العرب والمسلمين الى زيارة القدس وعدم ترك المدينة المقدسة وحدها التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا شك أن الأسلوب الذي وجه به الرئيس أبو مازن هذه الدعوة يعكس مشاعر الألم والمرارة التي تعتلج في نفس الرئيس جراء الاهمال والنسيان اللذين تلقاهما المدينة المقدسة من العرب والمسلمين الذين يكتفون وكما قال الرئيس بحق أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا يقدمون شيئا على أرض الواقع لدعم القدس وأهلها المرابطين مجرد شعارات يرددونها ولا شيء غيرها .
في مقابلة مع ثلاث محطات تلفزيونية رئيسية تونسية دعا الرئيس محمود عباس العرب والمسلمين الى زيارة القدس وعدم ترك المدينة المقدسة وحدها التي هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا شك أن الأسلوب الذي وجه به الرئيس أبو مازن هذه الدعوة يعكس مشاعر الألم والمرارة التي تعتلج في نفس الرئيس جراء الاهمال والنسيان اللذين تلقاهما المدينة المقدسة من العرب والمسلمين الذين يكتفون وكما قال الرئيس بحق أن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولا يقدمون شيئا على أرض الواقع لدعم القدس وأهلها المرابطين مجرد شعارات يرددونها ولا شيء غيرها .
إن العرب والمسلمين على اختلاف أشكالهم ولغاتهم تركوا القدس وحيدة وتركوا المقدسيين يواجهون مصيرهم دون أن يقدموا لهم شيئاً من الدعم يثبتهم في مدينتهم ويدعم صمودهم تماماً كما فعل العرب عام 1948 عندما تركوا أهلنا داخل الخط الأخضر وحيدين. والقدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لكل العرب مسيحيين ومسلمين وهي أيضاً لكل المسلمين في انحاء العالم كافة أليست مسرى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه الى السموات العلى؟ أليست قبلة المسلمين الأولى وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين؟ وعليه فالعرب جميعاً والمسلمون كافة مطالبون بدعم مواطنيها المقدسيين بالأفعال لا بالأقوال وهم يستطيعون ذلك إن أرادوا ولكنهم لا يفعلونه وهذا ما يحز في نفس الرئيس عباس ونفوس المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة !!
ومن حرصه على عروبة القدس واسلاميتها فإن الرئيس عباس دعا العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة المقدسة وأكد أن هذه الزيارات لن تكون تطبيعًا مع السجان كما قال ولكنها ستكون دعماً للسجين ذلك أن الكثير من رجال الدين والسياسة في العالمين العربي والاسلامي يرفضون زيارة المدينة في هذه الظروف الراهنة بادعاء أن تلك الزيارات تعتبر تطبيعاً مع اسرائيل وهذا ادعاء في غير محله وقد أفتى كثير من رجال الدين بجواز زيارة القدس بل وأفتوا بوجوب زيارتها من منطلق أن هذه الزيارات تؤكد هوية القدس العربية والإسلامية ومن اعتبار أن الزيارات تثبت المقدسيين في مدينتهم وتشد أزرهم وتخفف من معاناتهم.
وقد استشهد الرئيس أبو مازن بوجوب زيارة القدس بالزيارة التي قام بها مفتي مصر الشيخ علي جمعة في شهر نيسان الماضي وهو يعتبر مرجعية دينية كبيرة ويتبوأ منصباً دينياً رفيعاً أيضاً إذ أنه مفتي أكبر الدول العربية حيث أعلن الشيخ جمعة أن الزيارة جاءت دعماً للمدينة المقدسة ومواطنيها الصامدين المرابطين كما استشهد الرئيس أبو مازن بالزيارة التي قام بها الداعية اليمني الحبيب الجفري أيضاً الذي زار القدس مؤخراً، ولا بد ان نشيد هنا بالزيارات الكريمة لعدد من كبار الشخصيات الأردنية للقدس وفي مقدمتهم الأمير علي بن الحسين شقيق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والأمير غازي بن محمد المستشار الشخصي للعاهل الأردني للشؤون الدينية كما جاءت زيارة مدير الأمن العام الأردني للقدس في هذا السياق أيضا.
وشدد الرئيس أبو مازن في المقابلة مع االتلفزة التونسية على أن قضية زيارة القدس أثيرت مجدداً في العالمين العربي والاسلامي وأكد أن الكثير سيأتون لزيارة المدينة المقدسة وأشار إلى الاختلاف في الآراء حول زيارة القدس وأشار إلى الحديث النبوي الشريف :”اختلاف أمتي رحمة” ولكن هذا الاختلاف يجب ألا يحجب قضية دعم المدينة المقدسة وأهلها وعدم تركها وتركهم وحيدين يواجهون مصيراً مظلماً لا يقبله أحد .
وقد نشرت صحيفة يوم الثلاثاء الماضي في صفحتها الأولى تقريراً لوكالة أسوشيتدبرس حمل عنوان:” المسلمون يحيون طريق الحج القديم الى مكة المكرمة عبر القدس الشريف” جاء فيه:” أنه بعد عقود من الإهمال لطريق الحج القديم يقبل المسلمون اليوم على زيارة المسجد الأقصى للصلاة فيه” ، وجاء في التقرير أن الغالبية العظمى من زوار المدينة المقدسة هم من دول غير عربية مثل جنوب افريقيا وماليزيا والهند حيث أن هذه الدول الثلاث لا تثير زيارة القدس غضب مواطنيها ولا شك أن نبأ زيارة مواطني جنوب افريقيا وماليزيا والهند للقدس أمر مفرح ومحزن في ذات الوقت ،مفرح لأنه كسر للعزلة المفروضة على زيارة القدس ومواطنيها ولأنه استجابة لدعوات فلسطينية صادقة لكسر الحصار العربي والاسلامي المفروض على زيارة القدس والمقدسيين وهو محزن في ذات الوقت لأنه يشير الى أن العرب ما زالوا مترددين في كسر هذا الحصار والقيام بزيارة القدس ومواطنيها المنزرعين في بلدتهم.
وزيارة القدس قبل التوجه الى مكة المكرمة لأداء شعائر الحج أو بعد أداء تلك الشعائر كانت سنة متبعة قبل الخامس من حزيران عام 1967 ولا شك أن احياء هذه السنة أمر مستحب بل وواجب أيضا وذلك للارتباط الروحي بين المسجدين الحرام في مكة المكرمة والأقصى في القدس الشريف حيث ربطهما الله سبحانه وتعالى بالعقيدة الاسلامية من خلال قوله في الآية الأولى من سورة الاسراء:” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”. ذلك أن زيارة المسجد الأقصى قبل أداء شعيرة الحج أو بعدها تزيد من ثوابت الزائرين.
ولا شك أن زيارة المدينة المقدسة تبرز الأهمية الكبرى للقدس ذلك أن هناك اجماعاً فلسطينياً وعربياً على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والفلسطينيون قيادة وشعبا متمسكون بإقامة دولتهم ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهذا الحق الفلسطيني تؤيده قرارات الشرعية ويؤكده اعتراف 133 دولة من دول العالم بهذه الدولة الفلسطينية المنتظرة.
والأمر المؤسف والمحزن أن الحكومة الاسرائيلية تسارع الخطى للسيطرة على المدينة المقدسة من خلال سياسة فرض الأمر الواقع مخالفة بذلك قرارات الشرعية الدولية فكل يوم تعلن الحكومة الاسرائيلية عن مشاريع جديدة والتي كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي حيث ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية أن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في القدس صادقت على إيداع مخطط لبناء 1100 غرفة فندقية ووحدات سكنية في المنطقة الواقعة خلف الخط الأخضر جنوب المدينة المقدسة بين بلدة بيت صفافا العربية وشارع الخليل وحي غيلو التي يطلق عليها الاسرائيليون منطقة “جبعات همطوس”.
وهكذا أصبحت القدس الشرقية محاطة بالتجمعات السكنية الاسرائيلية من جهاتها الأربع ، فإسرائيل تصرف مليارات الدولارات لتغيير ملامح المدينة المقدسة بينما العرب لا يقدمون شيئاً للمدينة المقدسة غير شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع بل حتى زيارة القدس اختلف عليها العرب والمسلمون بين مؤيد ورافض.
ونحن المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة يحز في نفوسنا أن نرى العرب لم يقدموا شيئا للمدينة المقدسة ولم يبنوا مستشفى واحداً فيها ولا مدرسة ولا معهداً ولا جامعة ولا مشروعاً سكنياً واحداً إلا اللهم مشروع قدامى المعلمين في بيت حنينا بتمويل من دولة الامارات العربية المتحدة وما زال حتى الآن لم يستكمل بينما انتقل معظم المستفيدين منه الى رحمة الله تعالى.
إن دعوة الرئيس العرب والمسلمين لزيارة القدس هي دعوة صادقة ونابعة من نفس مفعمة بالحسرة والألم على تخلي العرب والمسلمون عن القدس بل واحجامهم وهم يملكون المليارات من الدولارات على مساعدة السلطة الفلسطينية على تخطي أزمتها المالية المستمرة منذ سنين ، فهل يستجيب اولئك العرب والمسلمون لدعوة الرئيس الكريمة لزيارة المدينة المقدسة؟ نأمل ذلك … والله الموفق.