وصل الحبيب علي إلى تورنتو مساء يوم 20 ديسمبر للمشاركة بمؤتمر إحياء روح الاسلام السنوي الحادي عشر الذي بدأ في 21 ديسمبر. وقد ألقى الحبيب علي الكلمة الأولى له بعنوان “ما نحتاجه هو الحب، الحب الصادق.” تحدث فيه عن مركزية الحب في إيمان المسلم، وكيف أن الإيمان يكتمل بالحب، وتوسع في شرح حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم : “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه “. وأوضح الحبيب كيف يتحقق الحب من خلال معرفة المحبوب، وكيف يمكن رعايته من خلال الفكر، والحواس، والعبادات المعروفة لدى المسلم، وكيف يكمن أصله في أعماق أنفسنا. واختتم الحبيب كلمته بالتأكيد على حقيقة أن التعبير عن الإيمان من خلال الحب ليس ضعفاً كما يفهمه بعض المسلمين الذين يدعون بدلا من ذلك إلى القسوة والغضب. وقال ان قوة الإيمان تظهر من خلال حب الخير الذي يشمل العالم كله دون شروط لجميع البشر بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق
توسع الحبيب في شرح المعنى الأبعد للإهانة والإساءة، مخاطباً الجمهور الكبير الذي بلغ 20000 أتوا لحضور مؤتمر إحياء روح الإسلام في محاضرته الثانية والأخيرة يوم الأحد 23 ديسمبر بعنوان ” حين يُستهزأ بالنبي “. وأوضح أن تشويه الدين والسلوك بشكل يخالف القدوة الحسنة للنبي عليه الصلاة والسلام يشكل إساءة أكثر من أي فيلم رخيص. كما قدم الحبيب علي أمثلة عملية على كيفية الرد على الأعمال المسيئة بالحكمة والتبصر، وذكّر الحضور بأن لدينا واجباً جماعياً واجتماعياً للتأكد من أننا لا نسيء ولا نهين النبي بسلوكنا وأفعالنا.
على صعيد آخر، بدأ الحبيب علي دروس الخلوة العلمية السنوية التي تلي مؤتمر إحياء روح الإسلام بدرس يومي من كتاب “ذم الجاه والرياء من قبس النور المبين مختصر إحياء علوم الدين” للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ.وقد حضر البرنامج الذي يضم دروساً مستمرة من الفجر وحتى وقت متأخر من الليل أكثر من 600 طالباً وطالبة. خاطب الحبيب علي الجمهور من خلال ربط محتوى الكتاب بالواقع المعاصر الذي يواجه الكثير من المسلمين في الغرب، مع التركيز بصفة خاصة على قضايا النمو الروحي في العصر الحديث ودور المسلمين في مجتمعاتهم بصفتهم رسلاً يحملون رسالة سماوية. استمرت دروس الخلوة العلمية ستة أيام وانتهت بجلسة قدم فيها المحاضرون النصح والإرشاد للطلاب.