حضر الحبيب علي الجفري، في جمهورية مصر العربية، اللقاء المفتوح مع طلاب جامعة المنوفية اللقاء برعاية الدكتور عادل مبارك رئيس الجامعة والذي نظمته كلية الحاسبات والمعلومات، وذلك في ١٨ صفر 1440، الموافق ٢٩ من أكتوبر 2018.
انطلق اللقاء بحوار مفتوح تناول فيه الحبيب الجفري العديد من تساؤلات ومداخلات الطلاب والتي تمحورت حول جملة من القضايا المعاصرة أبرزها الضرورة الملحة لزيادة الوعي الديني والأخلاقي لدى الشباب، وأهمية تنمية روح الانتماء بداخلهم، وتمكين السبل الموصلة إلى إصلاح البيئة الثقافية والدينية للطلاب التي يجب أن تبنى على أسس سليمة عمادها الدين والأخلاق.
وأعرب الحبيب علي الجفري عن سعادته بتفاعل الشباب في لقاء مفتوح ومباشر مع الطلاب الذين هم عماد الأمة وبعقولهم وسواعدهم يتشكل المستقبل المشرق بالخير والعطاء، مؤكدا على ضرورة احترام وتقديس العلم والإخلاص في طلبه والصدق في السعي إليه، مشيرا إلى أن النجاح مرتبط ارتباطا وثيقا بالتوازن بين استثمار الفرص ومواجهة التحديات والمخاطر، وذلك يتحقق عن طريق السلام النفسي الذي يجب أن يملئ قلب كل طالب، الأمر الذي به يبلغ كمال معرفة حقيقة الحياة المتمثلة في عبادة الله وعمارة الأرض.
وأوضح الحبيب علي الجفري أن العالم مليء بالمآسي الإنسانية الكبيرة، ملفتا إلى أبرز ملامح تلك المآسي كاللهث والسباق المحموم نحو السلطة وما يفرزه ذلك من مظاهر سلبية في كل جوانب الحياة بسبب الصراع السياسي ونتائجه السلبية التي تعيق تقدم عجلة الازدهار والتنمية وهو ما تنشده الشعوب وتحلم به.
وتطرق الحبيب علي الجفري إلى مجموعة من النصائح والتوجيهات التربوية للشباب، بدأها بالضرورة الحتمية بأن يعرف كل طالب مسؤوليته ومهمته، فالقضية ليست أن كل واحد يستطيع أن يتكلم أو يصمت، ولكن القضية هي ما الذي عليه أن يفعل؟ وهل يستشعر الطالب أن لديه مهمة تجاه الإنسانية وإلى أي مدى نشعر بروح الآدمية، مؤكداً بأن لكل فرد هوية تتعلق بالجنس والدين والوطن واللغة والتخصص.
وقال مخاطبا الطلاب: “كيف ننمي هذا الانتماء؟ وما الهدف من وراء الدراسة؟”، منوها بأن العلم ليس مجرد الحصول على الشهادة، بل أن العلم يترتب عليه منهج الحياة، لذا يجب على الطالب أن يفكر بمنطق آخر، بأن يكون العلم علماً نافعاً ينوي به التقرب لله، واستشعار قدسية العلم كقربة إلى الله وكأنه صلاة، وهو يشمل كل علم الدنيا.
وردا على من يحرمون الاحتفال بالمولد النبوي، أجاب الجفري قائلاً: “الله تعالى يقول في القرآن “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون” ورسول الله هو رحمة الله لخلقه فإن لم نفرح بسيدنا نفرح بمن؟” .. مضيفاً : “..نحن أحوج للاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الاحتفال بغيره من المناسبات وهو بنفسه احتفل به صلى الله عليه وسلم “ذاك يوم ولدت فيه” وأول من أقام احتفال كبير بالمولد النبوي هو القائد المظفر صهر صلاح الدين الأيوبي”.
كما تحدث الجفري عن الصلاة، موضحاً أن هناك فرق بين من يصلي خوفا من الله ومن النار، ملفتا إلى أن هناك خطوات ليملك المسلم الجنة في الدنيا والآخرة، وأولها التوبة ويليها الندم والعزم على عدم العودة إلى المعصية.
وفي معرض رده على سؤال طرحه أحد الحضور حول الحب وموقفه من الحلال والحرام، رد الجفري قائلاً: “إن الحب واجب قلبي، لأن الإنسان إذا لم يحب لا يكون إنسانا، فالحب هو شعور ووجدان، ولكننا اليوم نظلم الحب ونحقره لأنهم يتلاعبون به كالتلاعب بالدين”.
واختتم الحبيب علي حديثه بتقديم جملة من النصائح للطلاب، تركزت حول ضرورة تعلم شيء له فائدة في الحياة، وأن يعتني الفرد في اختيار صحبة صالحة، وأن يلتزم بورد قرآني واستغفار وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم بشكل يومي.
كما حضر اللقاء الدكتور عبد الرحمن قرمان نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور عربي كشك عميد الكلية، والدكتور أسامة عبد الرؤوف وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وفى ختام اللقاء المفتوح، أهدى الدكتور عادل مبارك رئيس جامعة المنوفية درع الجامعة لفضيلة الشيخ علي الجفري، تقديرا لمشاركته الفعالة والبناءة في اللقاء الطلابي الذي تشرفت به جامعة المنوفية.