وصل الحبيب علي زين العابدين الجفري إلى مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية، مساء يوم الأحد 27/ربيع الأول/1425هـ الموافق 16/5/2004م. للمشاركة في فعاليات ندوة الوحدة الإسلامية المنعقدة في دمشق، وذلك بدعوة رسمية من مجمع الشيخ أحمد كفتارو (مجمع أبو النور سابقا) بدمشق.
وكان في استقبال الحبيب علي زين العابدين الجفري في مطار دمشق الدولي عند باب الطائرة الأستاذ صلاح كفتارو مدير مجمع الشيخ احمد كفتارو ونجل الشيخ أحمد كفتارو.
وتوجه كل من الضيف الحبيب ومستضيفيه إلى قاعة الشرف في المطار للاستراحة، وكان فضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من كبار مستقبليه في قاعة الشرف مع عدد من علماء المجمع. وبعد الاستراحة غادر الحبيب علي زين العابدين الجفري إلى حي الميدان حيث محل إقامته.
استقبل الحبيب علي في محل إقامته عدد من طلبة العلم والمحبين، واستمعوا إلى كلام الحبيب عن السلف الصالح وأثرهم في الأمة الإسلامية، واستمر المجلس إلى قبيل الظهر.
بعد الظهر توجه الحبيب مع بعض الأحباب لزيارة فضيلة الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام للجمهورية العربية السورية. وكان في استقباله هناك عدد من أساتذة مجمع الشيخ أحمد كفتارو. وكان محور الحديث يدور حول عظمة ديننا الإسلامي وسرعة انتشاره بالرغم من ضعف المسلمين والصعوبات والمعوقات الكبيرة كمّاً ونوعاً، كما تبادل الحبيب وفضيلة الشيخ الحديث عن دور الشباب المسلم في خدمة هذا الدين.
وقبيل العصر توجه الحبيب لزيارة فضيلة العارف بالله الشيخ عبد الرحمن الشاغوري حفظه الله وشفاه في المستشفى حيث يتلقى العلاج.
وبعد ذلك توجه لزيارة فضيلة العالم المتكلم فضيلة الشيخ محمد أديب الكلاس حفظه الله تعالى وقواه.. ودار الحديث عن الأخوة في الإسلام ومحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم توجه الحبيب علي بعدها إلى مجمع الشيخ أحمد كفتارو تلبية لدعوة المجمع على الغداء بحضور عدد من العلماء والضيوف والمشاركين في الندوة.
وبعد الغداء توجه الحبيب علي والسادة العلماء إلى جامع أبو النور في المجمع لصلاة العصر، وبعد الصلاة تهيأ الجميع للإحتفال بالمولد النبوي الشريف، فجلسوا يستمعون إلى تلاوة مباركة من القرآن وكلمات عطرة ومقتطفات من السيرة النبوية والإنشاد.
وقد ألقى كل من السادة العلماء الحضور كلمات بمناسبة المولد، وكانت كلمة الأستاذ صلاح الدين كفتارو نيابة عن والده فضيلة الشيخ أحمد كفتارو مفتي الجمهورية العربية السورية. تحدث فيها عن: “وحدة الأمة الإسلامية وضرورة تعاضدها في الوقت الذي يلتف أعداؤها من حولها بترصد وترقب، وعن أهمية هذا الوقت الذي يتزامن فيه وقت ندوة الوحدة الإسلامية مع شهر المولد النبوي الشريف حيث يفرح الناس بذلك ويحتفلون به حباً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.
ثم بدأت الكلمات وطلب الكلام من فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي عن فتحدث عن علاقة الشام باليمن وخصوصاً في آخر الزمان وما تتجلى به هذه العلاقة الآن مبينا ذلك من خلال سعادة الشام باستقبال اليمن وشوق اليمن للشام، مستشهدا بحيث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا”، وقال: “ها نحن اليوم نجني ثمار هذا الحديث، وأحسب أن كل مسلم يعتز بإسلامه، زيحتضن قلبه جذوة من حب الله تعالى لا بد أن يشعر بهذا الذي يشعر.. لا بد.. هذه هي خميرة الوحدة التي ننشدها.. وهذا هو منطلق الألفة التي نسعى حثيثين إليها، فالوحدة بين المسلمين الصادقين هي انفعال قسري وليس فعلا اختياريا…”
ثم تكلم الحبيب علي زين العابدين الجفري عن سبيل الحصول على الكمال البشري!! وعن ارتباط القلوب بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهذا معنى من معاني المتابعة التي نص عليها الله بقوله: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله” وهذا يقتضي أن تبحث العقول عن نصيبها من عقله الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وهذا معنى راقٍ من معاني المتابعة.
ثم تكلم الشيخ د.عبد الفتاح البزم مفتي مدينة دمشق ومدير جمعية معهد الفتح الإسلامي تحدث عن العدل الإلهي في الكون وقدرة الله تعالى، وذكر جانبا من العدل الإسلامي في معاملة الأسرى.
وبعدها تكلم الشيخ سارية الرفاعي عن التقاء جميع المسلمين على اختلاف اتجاهاتهم على وحدة الدين ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم. كما تكلم عن بعض مظاهر وحدة الأمة الإسلامية بالرغم من اختلاف المذاهب وتنوع الثقافات، وبين أثر التقاء علماء المسلمين من مختلف البلدان والثقافات على شيء واحد وهو محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد ذلك تم ختام الاحتفال بالمولد. ولم يخرج الحبيب من المسجد إلا بعد وقت طويل بسبب زجمة ازدحام المكان وتدافع الناس.
ثم اتجه الحبيب إلى جامع الإيمان للاستماع إلى درس الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وبعد صلاة المغرب بدأ الشيخ بمقدمة الدرس في شرح الحكم العطائية، لكنه فاجأ الحضور بأن طلب من الحبيب علي إلقاء الدرس على الحضور، ثم جلس الحبيب علي على منبر الدرس معتذراً عن إتمام درس الشيخ في شرح الحكم -أدباً مع فضيلة الشيخ البوطي- وتكلم في محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، العمل الجاد مع صدق التوجه إلى الله تعالى.
بعد انتهاء الدرس قام الشيخ البوطي والحبيب علي بمصافحة جموع المصلين واحدا تلو الآخر واستغرق ذلك وقتاً يزيد على الساعة. ثم توجه إلى محل إقامته للاستراحة.
توجه الحبيب علي لزيارة الشيخ مصطفى التركماني حفظه الله تعالى أحد أكابر علماء مدينة دمشق وخليفة العارف بالله الشيخ عبدالرحمن الشاغوري، حيث التقى بالشيخ مصطفى والشيخ محمد شقير حفظهما الله، وتم تبادل التحيات والأشواق وما تتجلى به هذه المحبة بمحبة رسول الله وآل بيته الطاهرين.
ثم توجه الحبيب علي إلى مجلس للنساء للوعظ والتوجيه، ثم الاستراحة بلقاء بعض الأحباب والمحبين في مقر إقامته.
بعد هذا بفترة, استقبل الحبيب علي في مقر إقامته في حي الميدان مراسل صحيفة الرأي الكويتية جاسم الحمادي حيث أجرى معه لقاءا صحفيا ولم يتم نشر الحوار حتى تاريخه.
ثم اتجه إلى مكتبة الأسد لحضور افتتاح ندوة الوحدة الإسلامية، برعاية وزارة الأوقاف ومجمع الشيخ أحمد كفتارو في سوريا ومجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث استمع إلى بعض المحاضرات الافتتاحية للندوة، ثم ألقى الحبيب علي محاضرة تكلم فيها عن أسباب شتات الأمة.
توجه السادة العلماء المدعوين والمشاركين في الندوة إلى مأدبة العشاء التي أقامهما مجمع الشيخ أحمد كفتارو بمناسبة الندوة بحضور السادة العلماء الشيخ عبد الفتاح البزم رئيس جمعية معهد الفتح الإسلامي والشيخ حسام الدين الفرفور مدير قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي والأستاذ صلاح الدين الدين كفتارو مدير مجمع الشيخ أحمد كفتارو وعدد من أساتذة مجمع الشيح كفتارو.
ثم خرج الحبيب علي متجهاً إلى جامع زيد بن ثابت الأنصاري لحضور الاحتفال بالمولد النبوي، حيث تجمع عدد كبير من أكابر علماء دمشق فيه منهم: الشيخ أبو الحسن محي الدين الكردي، والشيخ أسامة الرفاعي، والشيخ سارية الرفاعي، والشيخ السيد الفاتح الكتاني، والشيخ الدكتور نور الدين عتر، والشيخ حسام الدين الفرفور وغير هم من السادة العلماء. هذا وقد استمع الحبيب علي إلى كلمات السادة العلماء، كما ألقى كلمته التي بثت روح العمل والنهوض بالهمة في الحضور.
توجه الحبيب علي بعد صلاة الفجر إلى مسجد الحبيب المصطفى في دمشق. تلبية لدعوة من إمام المسجد لإلقاء محاضرة وكان من بين الحضور الشيخ رياض خطاب وأخيه نجلا العلامة الشيخ حسين خطاب رحمه الله تعالى شيخ مقارئ بلاء الشام، وتحدث الحبيب خلال المحاضرة عن بعض شمائل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم توجه الحبيب إلى مقر المحاضرة التي يلقيها في فعاليات ندوة الوحدة الإسلامية وألقى كلمة هناك.
ثم اتجه الحبيب علي بصحبة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي إلى زيارة الشيخ كريم راجح شيخ قرآء دمشق، في منزله المبارك، حيث تبادلا السلام والاحترام الكبيرين.
توجه بعدها الحبيب إلى جامع بلال رضي الله عنه (مقر معهد الفتح الإسلامي) حيث أقيم احتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف بحضور عدد من كبار علماء دمشق وأساتذة معهد الفتح الإسلامي على رأسهم فضيلة الشيخ عبد الرزاق الحلبي شيخ الجامع الاموي، واستمع الحبيب إلى كلمات من بعض أساتذة المعهد، كما شنف الأسماع بكلمة ألقاها عليهم.
وبعد ذلك توجه الحبيب إلى محل إقامته لاستقبال الشيخ الدكتور محمود مصري الذي جاء زائراً من مدينة حلب، ودار الحديث عن آفاق الدعوة الإسلامية وما تحتاجه من الجهود المتظافرة.
ثم انطلق الحبيب بعد العصر بساعة تقريباً إلى مجمع الشيخ أحمد كفتارو لحضور فعاليات ندوة الوحدة الإسلامية حيث استمع إلى كلمة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.
وبعد المحاضرة استضاف تلفزيون المجمع الحبيب علي في مقابلة أجراها معه.
ثم اتجه الحبيب علي إلى مسجد سعد بن الربيع، حيث ألقى محاضرة فيه على أسماع الحضور.
ثم خرج الحبيب إلى منزل الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، لوقت قصير ثم ذهب إلى منزل السادة آل الكتاني.
صباح هذا اليوم غادر الحبيب علي دمشق بصحبة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي إلى مدينة حمص لزيارة الشيخ محمد مندو. واستغرقت الرحلة حتى الساعة الثالثة عصراً.
ثم عاد الحبيب إلى دمشق متوجها إلى منزل الشيخ حسام الدين الفرفور حيث أعد الشيخ وليمة غداء على شرف الحبيب علي دعى إليها عدد من علماء دمشق ومنهم الشيخ أبو الحسن محي الدين الكردي, والشيخ عبد الرزاق الحلبي، والشيخ كريم راجح، والشيخ مرشد عابدين والشيخ عبد الفتاح البزم، والشيخ هشام البرهاني, والشيخ سارية الرفاعي، والشيخ ولي الدين الفرفور، والأستاذ صلاح الدين كفتارو وعدد من اساتذة وطلاب معهد الفتح الإسلامي بدمشق. استمع العلماء إلى كلمة شيخ القراء الشيخ كريم راجح عن الوسطية ثم امتثل الحبيب لأمر صدر المحلس الشيخ عبدالرزاق الحلبي وألقى كلمة مبنية على كلمة شيخ القراء ثم تكلم مفتي دمشق الشيخ عبدالفتاح البزم زختم المجلس بدعاء الشيخ أبو الحسن الكردي.
ثم اتجه الحبيب إلى مقر إقامته حيث استقبل هناك التلفزيون السوري لإجراء مقابلة وحوار معه لبرنامج مدارات وقد بثته قناة الفضائية السورية بتاريخ 2/6/2004م.
ثم توجه الحبيب بعد ذلك لزيارة الشيخ الدكتور نور الدين عتر حيث التقى عنده مع عدد من أساتذة كلية الشريعة بجامعة دمشق، وعميدها ووكيلها العلمي.
ثم اتجه إلى مسجد المحمود في مدينة دوما في ريف دمشق، حيث القى كلمة على الحضور ومن هناك خرج إلى منزل سليم بعيوني تلبية لدعوته للعشاء في منزله، ثم اتجه إلى مقر إقامته للاستراحة.
اتجه الحبيب علي لصلاة الجمعة في مسجد التوبة، حيث التقى بعد الصلاة بالشيخ هشام البرهاني ثم ألقى كلمة على أسماع الحاضرين.
ثم قام الحبيب بزيارة لعدد من أصحاب الفضيلة السادة العلماء منهم: الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، والشيخ سارية الرفاعي، والسيد الفاتح الكتاني، ثم زيارة قبر السيدة زينب بنت الحسين رضي الله عنهما. ثم زيارة الشيخ أبو الحسن الكردي ثم توجه لصلاة المغرب في الجامع الأموي وبعد الصلاة قام الحبيب علي بزيارة الشيخ عبد الرزاق الحلبي مدير الجامع.
ثم توجه الحبيب علي لزيارة الشيخ أحمد الحبال في منزله وتبادلا التحيات الحارة والمودة ثم جلس الحبيب مستمعا إلى كلام الشيخ أحمد، وأنشد الحضور بعض القصائد في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
بعد إتمام الزيارات توجه الحبيب علي إلى مقر إقامته للاستراحة.
التقى الحبيب علي السيد وزيـــر الأوقاف صباح يوم السبت. وبعدها استعد الحبيب للسفر وتوجه إلى مطار دمشق الدولي، وكان في وداعه عند باب المطار فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ونجله الدكتور توفيق، وتوجه الجميع الى قاعة الشرف حيث كان في وداعه الأستاذ صلاح الدين كفتارو مدير مجمع الشيخ أحمد كفتارو وعدد من علماء المجمع والمحبين. وصحبه الأستاذ صلاح الدين كفتارو حتى باب الطائرة مغادرا من دمشق في تمام الساعة الواحدة ظهراً.