توجه الحبيب علي زين العابدين الجفري الى جمهورية الهند استجابة لدعوة فضيلة العلامة الشيخ أبوبكر أحمد الأمين العام لمركز جامعة الثقافة السنية الإسلامية بولاية كيرلا جنوب الهند.
ومركز الثقافة السنية الإسلامية يقع في قرية كارنتور على بعد حوالي 14 كيلومتر من مدينة كاليكوت في ولاية كيرلا وهو صرح أكاديمي على مستوى الجامعة يعمل على هدى الشريعة الإسلامية وينتظم للدراسة فيه حوالي 7000 طالب و2000 طالبة وهي بالإضافية إلى كونها منهلا علميا فإنه ملجأ للفقراء والمساكين ويقوم بتدريس وتعليم الأجيال الناشئ مع توفير المصادر والمرافق والاحتياجات المتطلبة لهم مع كفالة زهاء 1000 يتيم و500 يتيمة
وقد وصل الحبيب علي إلى مطار كاليكوت مساء الخميس وكان في استقباله الشيخ أبوبكر احمد ومجموعة من طلابه وقاموا بمرافقة الحبيب علي إلى محل نزوله وإقامته.
وفي صباح الجمعه 16محرم 1426 توجه الحبيب علي الجفري إلى زيارة والسلام على ضريح الحبيب العلامة الإمام شيخ بن محمد الجفري المتوفي سنة 1222هـ وهو من أعيان السادة آل أبي علوي الذين خرجوا إلى الهند للدعوة ونشر العلم واستقر بكاليكوت وبها توفي. وكان له منزلة عظيمة في قلوب المسلمين وغيرهم وكان سلطان الهند يزوره بنفسه ويستأنس بتوجيهاته.
وكان في استقبال الحبيب علي ومرافقيه الحبيب السيد فضل شهاب الجفري الذي ينتهي نسبه من جهة الأم إلى السيد شيخ بن محمد الجفري ومن جهة الأب إلى السادة آل شهاب الدين من أعيان وأشراف حضرموت وكان هذا هو اللقاء الأول بينهما.
ثم توجه الحبيب علي ومرافقوه إلى صلاة الجمعة في مسجد مركز الثقافة السنية حيث استقبله الشيخ أبوبكر أحمد وكان هناك أيضا السيد عباس بن السيد علوي المالكي شقيق محدث الحرمين السيد محمد بن السيد علوي المالكي رحمه الله والسيد عبدالله محمد بن حسن فدعق والشيخ الدكتور عمر عبدالله كامل والشريف عبدالله فرّاج وجمع غفير من المشاركين علما بأن السيد محمد بن علوي المالكي قد شارك في وضع حجر الأساس لجامعة مركز الثقافة السنية سنة 1398هـ الموافق سنة 1978م فحرص السيد عباس المالكي على دوام الصلة والدعم الأدبي والمعنوي. وأمّ الحبيب علي المصلين الذين تجمعوا لصلاة الجمعة من طلاب الجامعة وغيرهم. ويقدر عددهم ببضعة آلاف.
وألقى فيهم خطبة الجمعة التي تحدث فيها على الصبر على المشاق والصعاب في طلب العلم وضرب لهم الأمثلة بالعلماء الكبار الذين جاهدوا في طلب العلم وتحصيله ثم تكلم عن مقتضيات الدعوة وما ينبغي أن يراعيه الدعاة من آداب وضوابط .
وبعد صلاة الجمعة وتناول طعام الغداء مع المشاركين من العلماء وأهل الفضل توجه الحبيب علي بمعية الشيخ أبوبكر أحمد إلى زيارة وإلقاء السلام على ضريح الشيخ محمد أبوبكر … وهو شيخ الشيخ أبي بكر أحمد وكان من العلماء الصالحين الداعين إلى الله تعالى على بصيرة، أسلم على يده آلاف من الناس.
وبعد الزيارة اجتمعت أعداد غفيرة من طلاب جامعة مركز الثقافة السنية ونظموا موكبا عظيما يتقدمه الشيخ أبوبكر أحمد والحبيب علي الجفري وعدد من العلماء وسار الموكب بضعة كيلومترات ثم جرى استعراض فئات من شباب وطلاب جامعة مركز الثقافة وهم يقدمون عروض تدل على المجهود العظيم الذي بذله قادة الجامعة في إعدادهم وتدريبهم, ثم توجه الموكب إلى ساحة جامعة مركز الثقافة السنية حيث رفع الجميع علم الجامعة في مشهد مؤثر مؤذن إن شاء الله تعالى بارتفاع راية الإسلام وبلوغ نوره الآفاق بإذن الله تعالى.
وبعد استراحة قصيرة توجه الجمع المبارك إلى إحدى ساحات الجامعة حيث انعقدت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الذي نظمته جامعة مركز الثقافة السنية، وقد حضر الجلسة عدد من العلماء والمسؤولين الرسميين في الدولة منهم وزير الصحة ومسؤول البرلمان وجموع غفيرة من الناس.
واستهلت الجلسة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم قام الحبيب علي ليلقي كلمة الافتتاح الرئيسة والتي أعرب فيها عن سروره وابتهاجه بإقامة مثل هذه المؤتمرات والرغبة في أن يقوم الطلاب بالدور المنوط بهم من خدمة العلم وتبليغ دعوة الإسلام على وجهها الصحيح وإظهار رحمتها ونورها للعالمين.
وبعد صلاة المغرب انعقد مجلس كبير جامع بلغ فيه عدد الحاضرين أكثر من مائتي ألف وحضره عدد من العلماء منهم العلامة المفسر الشيخ محمد علي الصابوني صاحب كتاب صفوة التفاسير ومنهم العلامة السيد عبدالله فرّاج الشريف والسيد عباس بن علوي المالكي والدكتور عمر عبدالله كامل والسيد عبدالله محمد حسن فدعق وعدد من علماء الهند والباكستان وعدد من أهل الفضل والخير المساهمين في جامعة مركز الثقافة السنية بالإضافة إلى الحبيب علي الجفري الذي ألقى كلمة تحدث فيها عن حضور الملائكة مجامع الخير وحث فيها أهل المجلس على التوبة إلى الله وحسن الحضور والصدق في تحمل هموم الأمة.
وقام السيد عباس المالكي بتقليد الشيخ أبوبكر أحمد برداء معه بعد أن ذكر أن جموع العلماء حضرت لتقلد الشيخ ابابكر أحمد وسام العلم وكان موقفا مؤثرا في الألوف التي حضرت المجلس ثم ختم الحبيب علي المجلس بابتهالات مباركة. (الدعاء)
وفي صبيحة يوم السبت 17 محرم عقد ملتقى للعلماء لمناقشة المواضيع المختلفة وتكلم فيها العلامة الشيخ محمد علي الصابوني من سوريا والدكتور عمر عبدالله كامل والسيد عبدالله محمد حسن فدعق والسيد عبدالله فراج الشريف من مكة المكرمة والدكتور ماء العنيين من المملكة المغربية والدكتور إبراهيم الرفاعي من دولة الكويت وأخيرا الحبيب علي الجفري الذي تكلم عن واجبات العلماء وما يجب عليهم تجاه الأمة وتجاه انفسهم .
وكان ممن شرف المجلس تاج العلماء السيد عبدالرحمن البخاري رئيس جمعية العلماء الذي ختم المجلس بدعوات مباركات.
كما قام أحد طلاب الجامعة بالقاء كلمة أرسل بها إلى المؤتمر العلامة الكبير الشيخ عبدالقادر عبدالله القادري الأمين العام لهيئة التعليم السني لعموم ولاية كيرلا والمدير العام لجامعة السعيدة العربية الذي تعذر حضوره حفظه الله لمرضه وقد حث في كلمته العلماء المجتمعين على تحمل مسؤوليتهم كاملة واتفاق الكلمة وعدم افتراقها.
وبعد فجر يوم الاحد 18محرم 1426هـ توجه الحبيب علي والوفد المرافق إلى جامعة مركز الثقافة السنية بدعوة من الشيخ أبي بكر أحمد لحضور مجلس مبارك في المكتبة العامة للمركز. قام فيها الشيخ أبوبكر أحمد بسرد إسناده في الحديث المسلسل بإلباس العمامة ثم طلب الشيخ أبوبكر من الحبيب علي الجفري ذكر إسناده في لبس العمامة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكره. ثم قام الشيخ أبوبكر أحمد بإلباس الخريجين العمامة البالغ عددهم 640 طالب.
وفي عصر ذالك اليوم اجتمع حشد كبير زهاء المليون من المسلمين لحضور الإحتفال الكبير لليوم الختامي من المؤتمر السنوي السابع والعشرين لجامعة مركز الثقافة السنية بمناسبة توزيع الشهادات لخريجي الدفعة الثانية عشر بحضور عدد من العلماء والأعيان من الهند والباكستان واليمن والإمارات والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ومن المغرب. وقد بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم ثم توالت كلمات العلماء الذين حضروا. فأول من ألقى كلمته السيد علي الهاشمي المستشار بديوان الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة. استئنف الحفل بعد انقطاع بسيط لأداء صلاة المغرب بتلاوة آيات قرآنية بصوت الشيخ أحمد سنان من دولة الكويت تلتها كلمة للشريف عبدالله فرّاج من مكة المكرمة. ثم كلمة الشيخ الدكتور عمر عبدالله كامل فكلمة السيد عباس بن السيد علوي المالكي فكلمة العلامة المفسر الشيخ محمد علي الصابوني. بعدها تم تكريم الخريجين وتوزيع الشهادات عليهم من قبل العلماء والأعيان المشاركين,ثم استئنفت الكلمات بكلمة الحبيب علي الجفري.
تلتها كلمة السيد عبدالله فدعق من مكة المكرمة. واختتمت الكلمات بكلمتي الشيخ الدكتور إبراهيم الرفاعي من دولة الكويت والشيخ أسامة السيد الأزهري من جمهورية مصر العربية.
