يربا الحبيب علي الجفري ابن نائب رئيس الوزراء اليمني الأسبق ( قبل الوحدة ) بأن يكون أي من مشايخ مصر وراء قرار ترحيله، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولا يتحول إلى (وشاية)، ويربا بالمشايخ الجدد أن يكونوا وراء ذلك، كما يربا بالأزهريين أن يرتكبوا هذا الإثم في حقه وأسانيده تتصل بهم، ويصلي وراء أئمتهم ويفخر بالانتساب إلى توجه علمي شرعي هو نفس توجه أزهرهم العريق. كذلك ينفي أن تكون مجالسه التي تحضرها نخبة من رجال الأعمال والفنانين والنجوم على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وراء خروجه من مصر التي يحبها، يقول لم يعمل عملا بغير علم الجهات المختصة يخرج عن حدود المسموح به في البلاد على حد علمه حتى يكون مدعاة لخروجه من مصر.
بداية كنت سأغادر يوم الجمعة من تلقاء نفسي أي بعد 24 ساعة من الترحيل بعد ان ظللت في القاهرة لشهرين كاملين، الا أنه جاءني بعض ضباط الأمن المحترمين بأدب وأبلغوني بالأمر بالرحيل ولم أخبر بالأسباب، فقط أمرت بالمغادرة، وحقيقة لا أعرف سببا معينا لما جرى، واستغربت بشدة لما نشر في هذا السياق، ولا أذكر أنني خالفت أمرا ما، ووجودي وعملي وندواتي ولقاءاتي ومحاضراتي كانت بعلم من السلطات المصرية، ورغم ذلك أنا أقدر أن لكل بلد ظروفه.
إطلاقا أنا ذهبت لصلاة الفجر ووصلت متأخرا بعض الشيء فوجدت الشيخ أحمد فرحات إمام مسجد الحسين- وأنا أجله وأحترمه- يصلي بالناس فآثرت أن أبقى حتى يفرغ من صلاته، كان المسجد مليئا بالمصلين ولم يكن هناك متسع للصلاة حتى على الأرصفة، فدخلت الى صالة الضيافة التابعة للمسجد وهناك صليت مع الأحباب، وانصرفنا في أمان، و لا أعتقد أن الصلاة في الحسين تؤدي للترحيل من مصر، والمسؤولون ليسوا من أصحاب التوجه المحارب لأضرحة الأولياء.
المشايخ عندي أكبر مما يقولون، أكبر من تلك الصغائر، الدعوة الى الله ليس غرضها دنيويا، الدعوة الى الله هي لله وليست بحثا عن الأضواء والداعية الحسن هو الذي يبتعد عما ينهاه عن هداية العباد.
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، واختلاف العلماء رحمة، والاختلاف الذي يتخذ العلم شعارا والحجة منطقا هو الذي نتعامل به، الإمام أحمد اختلف مع الأمام الشافعي، والشافعي اختلف مع مالك، ولم يمنعهم الاختلاف من المودة وأنا لم أكن الشافعي ولم يكن مخالفي أحمد ولكن القضية ليست خلافا يؤدي الى ما تقول وتومئ إليه.
أنا التقيته عندما سمعت أن له رأيا مخالفا لما أقول وفي المسائل التي نطرحها، وذهبت إليه في منزله سعيا للحوار وأوضحت له رؤيتي وأفكاري ومراجعي، ووعدني أن يعود اليها، ونشأت بيننا علاقة احترام ومودة.
قبل سنة، وكانت وجهة نظري أنه لا داعي لفتح الطريق لنقل الكلام بيننا، فضلت الحوار المباشر وجلسنا لساعتين ونصف الساعة في حوار مفتوح والشيخ استقبل رؤيتي باحترام، وكما قلت، له رؤاه ولي آرائي، وهذا لا يخلف كراهية أو حقدا ولا أظن أن خالدا – وهو صديق- يكون وراء ترحيلي أنا أربا بأمثال هؤلاء المشايخ الذين أجلهم عن هذا الفعل الشائن. (سقط في النقل)
بيننا مودة واحترام كاملان وحصل لقاء في أكثر من مجلس..
لم يعرض علي هذا ولو عرضه وكان لدينا وقت لما ترددنا في الإجابة، لأن المهمة الدعوية واسعة وكبيرة وحسب وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
صلتي بالمجتمع الذي يسمى (مجتمع الصفوة) – من رجال المال والأعمال وأهل الفن – كصلتي بسائر المجتمع. الدعوة ليست حكرا عليهم، كما أنهم ليسوا محرومين منها، وقد جلست في الخدمة مع الناس بمسجد الإمام الليث (( آكل العيش والدقة))، ووجدت من المتعة ما لم أجده مع (الصفوة). المشكلة برأيي، ليست في الذين يتلقون الدعوة هل هم أغنياء أم فقراء، وإنما في الداعية ذاته، وهنا من الممكن أن يقع الداعية في أن يفضل أهل الدنيا ويعرض عن غيرهم من البسطاء، وأسأل الله إن كان عندي من ذلك شيء في النفس ان يشفيني منه. الفنان، ورجل الأعمال والسياسي والفلاح والكناس جميعا سواسية، وكلهم محط دعوتنا، ونحن نخدمهم في صلتهم بالله عز وجل، ثم هل محظور على السياسيين ورجال الإعمال حضور مجالس العلم، هل هم ممنوعون من هذا، هذا غريب ما أسمعه ولعمري أنه ثقيل على قلب المؤمن.
الذي يروّج لهذه المقولة، هو نفسه المصاب بداء حب الشهرة، من هنا فهو يعبر عن تصرفات الآخرين من منطلقاته هو، ومن الواضح أن الدعوة غير مقتصرة على فئة من الناس دون غيرها.
لا تسميه مأزقا والظن بالمسؤولين في مصر أنهم أوسع أفقا وأظن أنهم أعقل من أن يضايقهم ذهابي الى بيت أحد، ثم أنني ألبي الدعوة طالما هناك وقت ولا أذهب لشخص بعينه لقد ذهبت لبيوت ساسة من كل الاتجاهات والأفكار وكذا رجال الأعمال من كل الاتجاهات، صاحب الدعوة يذهب بدعوته الى كل الناس طالما ليس في الذهاب ما يشين.
ذهبت لبيت الدكتور أيمن نور كما ذهبت لبيوت غيره والمهم نوعية اللقاء، أنا لم أذهب لعمل سياسي أو لطروحات سياسية، الرجل دعاني الى بيته فذهبت لإلقاء درس ديني وكفى، أنا لا أنحاز سياسيا لأحد ولست صاحب منهج سياسي.
أنتمي ولله الحمد لأسرة لديها ما يكفيها ومتزوج من سيدتين ورزقني الله ولدا وثلاث بنات، والحمد لله لم يكفلني أحد حتى الآن واسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمته وفضله، وليس صاحب الدين الذي ينتظر من يكفله، وصلتي بهؤلاء كصلتي بالآخرين ممن يسمعون كلامنا فيفقهون أحسنه ويعملون به مرضاة لوجه الله تعالى، ويستوي عندي أن يكون في جيبي ( مليون ) وغدا لاشيء.
لم أرغم أحدا على الاعتزال أو غيره، والفنانات اللائي اعتزلن ان لم يسمعنني فسيعتزلن أيضا, لأن لهذا دوافع ومقدمات في النفوس وحالات يمر فيها الإنسان تدفعه لاتخاذ هذا القرار بي أو بغيري وأنا لا أدعي أن لي الفضل في ذلك وأعتقد أنه ليس صوابا أن نوجه لهن تهمة العمالة أو التطرف ففي هذا إرهاب فكري وخنق للحرية يؤدي بمن اعتزلن الى رد فعل أسوأ وأقول دعوا الناس يعيشون كما يريدون ماداموا لا يمسون حريتكم ان كنتم حقا تؤمنون بالحرية ثم دعني أصارحك القول أليس غريبا أن ينظر للفنانات أنهن من السذاجة والسطحية والانقياد بشكل يجعل أن أي واحد يتكلم معهن لمرة يتخذن قرارا بحجم وثقل قرار الحجاب ثم هو كان نجما كبيرا ويظل هكذا في السماء ومجرد أن، يتخذ قرار الاعتزال يتحول الى شخص ضعيف ومسلوب الإرادة ومهزوز ثم أن كان الفن ليس حراما فالاعتزال من باب أولى ليس حراما.
الذين هاجموا الفنانات المعتزلات زعموا أن بعضهن كانت لها علاقة بالخارج وهذا نوع من الإرهاب الفكري ينبغي أن نحاربه مع محاربة إرهاب العنف وإما إن نتعامل بنظرية ان لم تتبعني فأنت إرهابي فلا.
أنا لم أقابل أية امرأة وحدي الا في وجود محرم هكذا أمرنا الإسلام ولا أحب ولا أسمح بوجود اختلاط في مجالسي حتى في بريطانيا نطلب ذلك ويحترمون رؤيتنا وهذا شأننا أيضا في الجلسات الضيقة والبيوتات أما عن الفنانة يسرا فقد دعيت الى بيتها وكان الحضور بينهم رجال وكانت هي مع النساء وخلف حجاب ويسمعنني عن طريق مكبر صوت وتبادل الحضور الأسئلة وكنا نجيب على الرجال و النساء يكتبن الأسئلة يسرا طلبت بعض الأسئلة بشكل خاص و أنا أجبت على هذه الأسلة وكانت تجلس في طرف الغرفة وأنا في الطرف الآخر وترتدي حجابا كاملا وبيننا محرم وأخريات وأجبنا على الأسئلة ولم أر دموع يسرا التي قالوا عنها الكثير والكثير.
اللاتي استمعن الينا عدد كبير من الفنانات ويسرا ليست المرأة الوحيدة وفي كل المرات كان هناك محرم لأننا نتقي الشبهات ولا نقابل أي كاشفة.
لماذا لا نعتبر المعتزلين قوما غيروا اتجاههم أو تركوا وظيفتهم لوظيفة أخرى ؟ والفن وعاء إذا صببت فيه ماء زمزم نلت أجرك وإذا صببت فيها خمرا أثمت.
لا أزعم ذلك لنفسي وإذا كان بعض الناس قد طلب مني قراءة (رقية) له فهل أرفض قراءة القرآن؟ ان هذا لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب وهي هنا الذهاب الى الطبيب وفي النهاية لست عيسى عليه السلام لأشفي الناس وأقول للناس إقرأوا القرآن ثم توكلوا على الله وزوروا الأطباء إذا مرضتم وعلى الله الشفاء بإذنه تعالى.
سني وعلى المعتقد(الأشعري)والمذهب (الشافعي) محب للتصوف في مسلكي.
بالنسبة للشيخ محمد حسان لم نجلس إليه وزعم أحد موزعي الأشرطة أنه هدده بالمقاطعة إذا نشر أشرطة للفقير الى الله وهاتفني الشيخ في وقته ونفى ذلك فصدقته ولكن بالنسبة للشيخ يعقوب جلسنا اليه في سفرتنا الأولى قبل سنة عندما طلب مني أحد الشباب بعد أن سمع رأينا وسمع رأي الشيخ يعقوب أن نجلس معا قلت للشاب أنا مستعد للقائه وجلسنا واستمر اللقاء طويلا وخرجنا مختلفين في مسائل مثل رمي المسلمين بالشرك ومهمة الداعية أن ينشر اليقين بين الموحدين وليس التوحيد وقلت له إن التوحيد منتشر ومصر بحاجة لنشر اليقين، كل بلدان المسلمين في حاجة لتذكير الناس وتقوية أحكام الشريعة، وهذا هو مجال الدعوة، أيضا هو ضد التصوف ويراه من دون الإسلام ونحن نرى أن التصوف روح الإسلام وفيه صلاح القلوب والنفوس، وأقول لا أظن أن المشايخ وراء خروجي من مصر.
كيف ونحن نتبنى نفس الفكر والمنهج ونكن كل الاحترام والإجلال لعلماء الأزهر وأسانيدنا في الحديث والفقه كثير منها مستقى من علمائه، وتشرفت بلقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي ووكيل المشيخة الأزهرية الشيخ محمود عاشور وفضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم والمفتي الدكتور أحمد الطيب وشعرنا بالاحترام وحسن اللقاء وهو ليس بمستغرب على علماء الأزهر خاصة ونحن منهجنا لا يختلف عنهم وعلماؤنا يروون عنهم ولا يكاد صاحب علم ينفصل عن الأزهر ولم يحدث أي شقاق او خلاف نحن دوما على وفاق.
أنا لم ألتق بهذا الشيخ ولا أظن أن يصدر عن صاحب علم هذا الكلام الخارج عن القواعد العلمية، فالناس أمناء على أنسابهم والطعن في الأنساب من الكبائر فالجفر له عدة معان في اللغة وورد في الشمائل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلاما جفرا وعندما يقولون غلاما جفرا يعني ممتلئ البدن في طفولته وهكذا كان جدنا الإمام أبوبكر ، وعلى كل حال نحن سنيون وعقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة ثم هل الانتساب لأهل البيت صار عيبا في بلد يحتفي كل الحفاوة بهم وبآثارهم.
لم أطلع على تلك الأسباب ومع ذلك ومع ما في نفسي من ألم أشعر بالتقدير والتفهم لظروف كل بلد.