الداعية اليمني الحبيب علي زين العابدين الجفري من الدعاة الشباب الذين برزوا في الآونة الأخيرة ولمع نجمه من خلال البرامج التي يقدمها في الفضائيات لا سيما بعد أن صرحت إحدى الفنانات المعتزلات أنه وراء اعتزالهن، كما أنه يرفض التطرف والتهاون في الدين، لأنه يعتبر من الدعاة الوسطيين ، التقيناه في هذا الحوار لنسلط الضوء معه على العديد من القضايا المهمة والمطروحة على الساحة وفيما يلي تفاصيل هذا اللقاء.
نحن نعيش عصر التطرف بمعناه الصحيح، ومن مقتضيات هذا التطرف غياب الوسطية في ظل وجود تهميش واضح للدين، ووجود من يدعو للغلو والتشدد وأن الدين عبارة عن زنزانة كبيرة نعيش فيها الهم والغم. ونحن نرفض هذين التطرفين، لأننا نسلك الوسط والتدرج، لأن هذا الأمر سنة كونية في تربية البشر.
إذا كانت الأنظمة الحاكمة، والقوى الفكرية في الدول الإسلامية لا تبرأ البراءة الكاملة مما يحدث، فنحن الدعاة أيضا غير أبرياء فالتجارب السابقة للعمل الدعوي كانت مثار شكوك للأنظمة الإسلامية مما أوجدت فرصة للمتصيدين في المياه العكرة للتشنيع على أي عمل إصلاحي، وبالتالي لابد من القول أن العلاقة كانت متوترة مابين العلماء والحكام، لأن الطرف الثاني اعتاد أن يتعامل مع صنفين من الطرف الأول صنف: ينظر إلى ما في يد الحاكم، فهان في نظرهم، وهان الدين بهوان علمائه.
وصنف آخر من العلماء: ينظر إلى كراسي الحكام، ويفكر كيف ينتزع منهم الكرسي ليجلس هؤلاء العلماء مكان الحاكم، إما بالحكم عليهم كفرا أو بالردة أو العمالة، وهي التهم الجاهزة دائما.
وباعتقادي أننا في العالم الإسلامي بحاجة الى صنف ثالث من العلماء: صنف ينظر إلى قلوب الحكام من أجل زيادة الخير للمسلمين.
لم يكن العلماء في يوم من الأيام عالة على الحكام أو التجار، واعتقد أن من تضعف ثقتهم بالله، وينتظروا رزقهم من الحكام أو التجار، لا يصلحوا أن يكونوا دالين على الخير…!
أنا أعمل في مؤسسة محمد بن عبدالله، وهي ليست عاجزة عن الإنفاق عليَّ، كما أن الفقير ينفق من الله وإلى الله.
لا، ولكن الله عز وجل تكفلني، فأنا من أسرة مكتفية ماليا ولديها القدرة للإنفاق على أبنائها.
مهمتنا الأساسية أن ندعوهم إلى ديننا الإسلامي الحنيف، ونجعله محببا إليهم بمنطق (لا إكراه في الدين ) أي أن تكون هناك أرضية من الحوار، وأعتقد أن أحداث سبتمبر، إحدى نتائج غياب هذه الأرضية.
وفي حال استجابتهم لنا واقتناعهم، فأننا نتابع مسيرتنا لأنهم ليسوا بأعداء لنا حتى لو لم يستجيبوا لنا ماداموا لم يناصبونا العداء، ولكن إذا وقفوا في طريقنا ومنعونا من إيصال الخير، في هذه الحالة يصبحون أعداء لنا.
عندما أقول صل وصم وعش حياتك في صومعتك، فإني أكون كما تقول، ولكنني أقول تزود من الصومعة ورهبنة الليل، وكن تاجرا صدوقا، وعاملا ذا ضمير ومزارعا وموظفا ملتزما، فهل ندعوا بذلك إلى الرهبنة فقط..!! وهل يمكن للأمة أن تنفض الغبار عنها بعصا سحرية..!! لا أعتقد ذلك، وبالتالي فإن الحرب يجب أن يسبقها إعداد عسكري، وأسلحة متطورة، وتدريب للجيوش، وتهيئة المجتمع لذلك، ناهيك عن إعداد سلوك وقلوب سليمة، ولو أن حكام المسلمين أعلنوا الحرب فسوف نجد ملايين المسلمين المتحمسين لذلك، ولكن السؤال المطروح كم من هذه الأعداد التي ستثبت عند إطلاق أول قنبلة.
الحكم الشرعي واضح في هذه المسألة، وهو أن قتل الأبرياء المدنيين لا يجوز شرعا، وهناك فرق كبير بين أمريكا وإسرائيل لأن ((الأخيرة)) محتلة لأراضينا، كما أن مهمتنا في الولايات المتحدة يفترض ألا تكون القتال، لأن الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب تقبلا ودخولا في الإسلام، وبالتالي يمكن أن نكسبهم لصالحنا لا أن يقفوا ضدنا.
أنا لم أرغم أحدا على ذلك، وكل واحدة منهن اتخذت قرارها بمحض إرادتها الشخصية وكامل قواها العقلية، ولكن يمكن القول أن هناك دوافعا ومقدمات في النفس البشرية، وحالات يمر بها الإنسان تحتاج إلى مواقف معينة من أجل اتخاذ قرار ما ، وهذا الموقف إذا لم يأت مني فقد يأتي من غيري خصوصا أن الفنانات عندما يصلن إلى الشهرة وعالم الأضواء لا يرغبن بتحقيق أي شيء آخر، وبالتالي تؤثر فيهن أي كلمة حسنة وجميلة لأنها تدخل القلب مباشرة، لهذا فليس لي أي فضل في هذه القضية. وفي الوقت الذي نجد فيه إقبال عدد من الفنانات على طريق الهدى والصلاح علينا أن نعرف كيفية التعامل معهن، وليس من الصواب أن توجه لهن الاتهامات أو محاولة استفزازهن رغم أن من يفعل ذلك كان يصفهن بالأمس بالمثقفات والمبدعات، وهذا الأمر يمكن أن نسميه إرهابا فكريا يمارس ضدهن، والخوف أن يحدث أي رد فعل عكسي من قبلهن، وبالتالي فإنه من الحكمة ان نتركهن يعشن حياتهن كما يردن دون أن نتدخل في خصوصياتهن.
الفن كالوعاء إذا صببت به ماء زمزم لتسقي الناس فإنك تؤجر على ذلك وإذا ملأته خمرا فإنك تؤثم.
الخطبة لا تعتبر زواجا، ولكنها وعد بالزواج، وبالتالي لا يحق للخاطب ان يتعامل مع خطيبته كما يتعامل الزوج مع زوجته ، وما يحدث في مجتمعنا حاليا هو السبب في فشل الكثير من الزيجات.
لا تجوز المصافحة ما دامت المرأة ليست زوجة المصافح ولا من المحرمات على التأبيد عليه ولا أمة له.
الشريعة الاسلامية أرادت وضع الاحتياطات لأمور قد تحدث من جرّاء ذلك، وإن لم يكن هناك خطر منها، إذ ليس كل من صافح امرأة أجنبية لديه نية سيئة، ولكن هناك احتمال أن يتولد من المصافحة شيء آخر كالإثارة وتحرك الغرائز، لذلك كان الإسلام حريصا لوجود الاحتياطات، وبالتالي منع المرأة من أن تبدي زينتها لغير زوجها، وأمر الرجل ألا ينظر إلى المرأة وإن لم يكن قصده سيئا، وهناك جانب مهم، وهو أن التقدم والحضارة ليست لهما أي علاقة بهذه المسألة، ولا يفترض أن تجعلانا نتنازل عن قيمنا ومبادئنا الاسلامية، فها هي اليابان أخذت من الحضارة الغربية جوهرها، ولم تلغ خصوصيات شعبها فالسلام بين الرجل والمرأة هناك يتم من خلال الإيماء بالرأس وليس ملامسة باليد ، فلماذا نعتقد ان تطورنا يمكن أن يكون من خلال التخلص من خصوصياتنا وعاداتنا وتقاليدنا المتفقة مع الإسلام؟ .
هذه المسألة لا يوجد فيها اختلاف بين العلماء؛ لأنها محسومة ولها ضوابطها الراقية، ولو تم تعدد الزوجات في عصرنا الحالي بضوابط صحيحة فإننا سنرى الكثير من المشاكل التي سوف تحل، كما أن الدول التي تمنع تعدد الزوجات، انتشرت فيها الخيانات الزوجية بشكل كبير بلغت نحو 70% على حسب التقارير الصادرة من قبلها.
rnأما مجتمعاتنا فلم تنتشر فيها الخيانات الزوجية إلا بعد ان أسيء فهم التعدد وأصبح في نظر الكثيرين انتقاصا وتخلفا، ناهيك عن أن الأفلام والمسلسلات تصور الإنسان الذي يتزوج بأكثر من واحدة بأنه ظالم ومجرم ولا يحسن معاملة النساء.
هذه المسألة ليست بجديدة، فهي موجودة في الشريعة الاسلامية، وهناك باب في الفقه بهذا الاسم، ويدرس منذ مئات السنين، ولكن الجديد في القضية دخول الأهواء في التعامل معها، والخلع وسيلة لحل إشكالية معينة بين الزوجين ولا يفترض أن تتخذ وسيلة للنداءات غير المسئولة عن حقوق المرأة، ومساواتها مع الرجل، فهذا الأمر يعتبر خلطا بين القضيتين لا مبرر له