هناك حاجة في كل سنة بل في كل شهر لعقد مجالس التذكر والوفاء لمعاني زايد الإنسان ، لأن الله عز وجل علمنا في القرآن أن نتذكر الأسوة الحسنة في قصص الرسل والأنبياء عليهم صلوات الله وتسليماته وفي قصص الملوك الصالحين العادلين الذين ذكرهم القرآن بصفتهم الملكية كطالوت وداوود وسليمان فضلاً عن ذي القرنين ، وأصبح ذكر هؤلاء الملوك آيات نتعبد بها الله عز وجل في المحراب وفي جوف الليل.
جاء ذلك في مستهل كلمة الحبيب علي الجفري ضمن منظومة “ليلة الوفاء لزايد العطاء” ، التي أحيتها الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في رحاب جامع زايد الكبير بأبوظبي وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية و معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي و معالى حميد القطامي وزير التربية والتعليم و سعادة الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف و الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان و أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي بالعاصمة.
إن الله عز وجل إنما يذكر قصص الصالحين تلك في القرآن لأن الإنسان يحتاج إلى القدوة الحسنة ، حتى في استشعار معنى الإيمان ذاته ومناسك العبادات والطاعات والأخلاق ، كذكرى السعي ورمي الجمرات ومقام إبراهيم في الحج.
وأضاف الحبيب في كلمته أننا في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقتنا لم تعد الشجاعة في مهاجمة الحاكم ونقده ، بقدر ما صارت في إنصافه وذكر محاسنه ليكون قدوة لغيره ، لأن الأمم لا تستقر بغير هذه النظرة البناءة، وأنه يندر أن نعثر على بلد في العالم ليس للشيخ زايد رحمه الله تعالى يد إنسانية فيه ، فالإنسانية لب الدين والإيمان ، وإذا خلا التدين عن معاني الرحمة ومحبة الخير للغير أصبح كنظرة الخوارج ، الذين لم تنههم تلاوتهم القرآن عن ارتكاب الجرائم وقتل الأبرياء.
قال الحبيب علي الجفري إن من أسرار البركة التي أكرم الله بها هذا العبد الصالح أنه لم ير لنفسه منة على أحد ولا متفضلاً عليهم ، وإنما هي أمانة يقدم بها حق الله تعالى لعباده مع الرحمة والشفقة عليهم ، ومشيداً في الكلمة التي اختتمها بالدعاء للمغفورله الشيخ زايد بواسع المغفرة وفيوض الرحمة ، بالمبادرات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظه الله.
