ضمن مجالس قراءة كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في درس الأربعاء من كل أسبوع، والتي تنعقد في رحاب جامع الشيخ حمدان بن محمد بمنطقة بين الجسرين بأبو ظبي ، مع مذاكرة فصل من كتاب إيضاح أسرار علوم المقربين للإمام محمد بن عبد الله العيدروس رحمه الله تعالى؛
مجالس قراءة كتاب الإحياء
خص الحبيب علي زين العابدين الجفري مجلس هذا الأسبوع لقراءة المولد الشريف؛ فرحاً بالمصطفى خير البرية عليه وآله الصلاة والسلام وبمولده الشريف، وتغانماً لبركة هذا الموسم وتعرضاً لنفحات الله تعالى بالصلاة على رسول الرحمة وإمام الصادقين .
قراءة المولد النبوي الشريف
وقد استهل الأستاذ توفيق الخوري قراءة المولد الشريف على الترتيب المتوارث في هذا البلد الطاهر من تعود التعلق بالحبيب المصطفى، ثم كانت كلمة الحبيب علي الجفري بالتذكير باستشعار القلوب وتحركها بما سمعت من مديح وشمائل المصطفى وأوصافه، وأن القلوب الصادقة المحبة قد تفننت في نظم الشعر في مدحه عليه وآله الصلاة والسلام،
فإنك بأعيننا
وأنى تدرك العقول قدر حبيبها وقد مدحه الله تعالى بقوله فإنك بأعيننا ، وأي مدح يصل شأوه إلى هذا المقام السامي، وقد امتدح الله تعالى خلقه بقوله : وإنك لعلى خلق عظيم ، فما بالكم بصاحب الخلق الموصوف ؟ حتى لقد قال بعض العارفين حقاً وصدقاً : لا يعرف قدر رسول الله إلا الله ، إلا أن القلوب المحبة قد درجت على التعلق بمدح رسولها وتوارثت هذا المديح كابراً عن كابر، فهي مدائح نهجت عن قلوب تعلقت وأحبت فخرجت وعليها خلعة الصدق.
إحياء حقائق الصدق في القلوب
فمن المعاني التي تحتاج الأمة إلي إحيائها في ذكرى مولد إمام الصادقين استشعار وتحريك حقائق الصدق في القلوب ، وأن الأصل في الصدق هو صدق القلب والجنان قبل صدق اللسان ، مستشهداً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم :” عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا“ ( صحيح مسلم / كتاب البر والصلة والأدب/ باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله ، 8 / 29 برقم 6805 )، ابتداء من الصدق الظاهر باللسان وأن يتحرى الصدق بما فيه من التنبيه إلى مشقة ذلك خاصة في أيامنا تلك، ولما فيه من دقائق تحتاج إلى نوع تحري .
ومن الدلالات المهمة للحديث الشريف أن الكذب، فضلاً عن كونه بداية كل الانحراف العملي في السلوك والتصرفات؛ فإنه يحتاج من صاحبه كذلك إلى التحري بمعنى التفنن والاحتيال والاحتياط.
الصدق قوة ترتعد منه الفرائص
كما أن الصدق قوة تهز نفوس المعادين وترتعد منه الفرائص ، والأمة في حاجة إلى الصدق كمقدمة حقة لمنهج القوة، مستشهداً برعب أمية بن خلف حينما سمع من سيدنا سعد بن معاذ أن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام أخبرهم أنه قاتله، فقال : وَاللَهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ ( صحيح البخاري / كتاب المناقب باب علامات النبوة في الاسلام، 4/ 206 برقم 3632 ) فلو علم العالم أننا أمة لا تكذب لعرفوا أن لكلامنا وتصرفاتنا قيمة لا تنكر .
وقد استكمل فضيلة الدكتور محمود الزين الحديث عن دلالات ومعاني الصدق ضمن مكارم الأخلاق المحمدية، وأن ملامح الصدق تلك كانت تتبدى في وجه الحبيب حتى لمن كانوا يرونه للوهلة الأولى في حياتهم.
استئناف مجالس الإحياء
على أن تستأنف مجالس قراءة كتاب إحياء علوم الدين بعد صلاة عشاء الأربعاء من كل أسبوع بإذن الله تعالى ومشيئته ، وذلك في رحاب مسجد الشيخ حمدان بن محمد بمنطقة بين الجسرين بأبو ظبي