الحمد لله..
الكثير من الناس يظن بأن زيارة المرضى لا سيما الأطفال منهم تعود فائدتها على المَزور وحده برفع معنوياته، أو بالأجر على الزائر.
والحقيقة أن الزائر هو أحوج الناس إلى تلك الزيارة، لأنها تعيد آدميته إلى الحياة وترد عليه إنسانيته التي تشتت في مُعترك الحياة الضاري.
ومن وجد إنسانيته عرف نفسه ومن عرف نفسه عرف ربه.
ولعل هذا الملمح يفتح بابًا من أبواب الفهم لحديث: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده). رواه مسلم.
الصورة من زيارة إلى مستشفى 57357 وهي من أعظم مستشفيات علاج سرطان الدم للأطفال في العالم من حيث التجهيز والإتقان وحسن المعاملة، واعتماد منهج البحث العلمي وحسن الإدارة، والعلاج فيها بالمجّان وتعمل على التبرعات.
وهو مشروع يجب أن يُدرَس ويُدَرَّس في مجال إتقان العمل ليكون مثالا للعمل الخيري الراقي.
وليت جميع مشروعاتنا الخيرية تكون على المستوى الذي يظهر في هذه المستشفى.
وكم أشعر بالخجل من التقصير في تكرار زيارتها مرة أخرى، بالرغم من الوعد بذلك.
أسأل الله دوام التوفيق لمثلها ولجميع ما يحبه تعالى ويرضاه من نية وقول وعمل، وأن يبارك في هذا العمل ويتقبل من كل من مد يده فيه بعمل أو عون، وأن يكتب الشفاء لمرضاه ولكل مريض إنه ولي ذلك والقادر عليه.