1.صحيح أن الكرة لا تستحق أن يقتتل من أجلها البشر .. ولكن المشكلة فينا وليست في الكرة .. وهذا لا يعني قط إعفاء المسؤولين من مسؤوليتهم الكبرى .. بل يضيف إليها مسؤوليتنا الفردية فلتكن لدينا شجاعة نقد الذات .. اللهم احفظ مصر والشام واليمن وسائر بلاد المسلمين .
2.قال تعالى مخبراً عن امرأة العزيز:”وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ”(يوسف:53)، وسوف أبدأ بنفسي.. كنت أخلط بين اختلاف المفاهيم وذوات الأشخاص الذين أختلف معهم فجنيت عداوات غير ضرورية واهدارا للجهد واضاعة للوقت وكاد القلب أن يتلطخ بالكراهية والأسوأ من ذلك هو تبريرها دينياً..
فلما تأملت هديه الشريف وجدت التفريق بن الخطأ والمخطئ في هذا الباب إلى درجة الدفاع عن شارب الخمر في حال انزال العقوبة به: “لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ “(صحيح البخاري، 8/158 برقم 6780)،فحاولت العمل بمقتضاه .. فاتسع القلب لمحبة الجميع .. والحمد لله .
3.كنت أتحسس ممن ينتقد أي فكرة أتبناها وتوهمني نفسي بأن الناقد يقصدني أو يقصد منهجاً أؤمن به أو قوماً أنتمي إليهم ..فلما تجاوزت التوقف مع الناقد وأسلوبه ونيته إلى الاستفادة من نقد المحب والمبغض وجدتهم معارج للرقي من الخطأ إلى الصواب .. وأسباباً للتحرر من مذلة استجداء الثناء .. وطرقاً للوقوف على حقيقة العبودية من أوسع أبوابها .. ألا وهو مشهد الاعتراف بالنقص .. وهو بداية الانطلاق نحو الكمال .. فأحببت الناقد محباً ومبغضاً .. ولا عجب من حب يورث حباً ..وإنما العجب كل العجب من بغض يورث حباً .. فسبحان الغفور الودود .
4.كنت أنخدع بتضليل نفسي عندما تبرر أخطائي من خلال ربطها بتصرفات الآخرين فأجعل منهم مبرراً لأخطائي وترتاح نفسي بذلك من عناء مجاهدتها للاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤوليته والعمل على تصحيحه .. ولكن في المرات القليلة التي واجهتها بحقيقة الأمر وأغلقت دونها منافذ التبريرات .. وجدت أن مفتاح معالجة الظروف المحيطة يكمن في البدء بالنفس .. وكانت البداية صعبة وثقيلة .. لكن النتائج كانت مذهلة ونافعة .. ظهرت حقيقة بعض مواطن النقص في نفسي وتخلصت من النظرة السيئة للغير .. وأصبح للوقت قيمة وهو يمضي في العمل الحقيقي .. ووجدت راحة لا توصف في الانتقال من التبرير إلى المعالجة وظهرت عجائب من المعونة الإلهية بمجرد الاعتراف .
5.بعد حلقة نقاش طويلة ومركزة .. كان موضوعها: مدى مسؤوليتنا عن نفور الشباب عن دين الحق والعدل والجمال .. أشعر بأني مدين باعتذار جاد وصادق إلى الشباب ..
6.كنت أتهجم على شخص من اعتقد خطأ منهجه.. فلما تنبهت إلى الهدي النبوي وجدت سعة الدين ورحابة الخلق .